الخميس، 12 سبتمبر 2013

من منا ليس لديه حلم ...؟


الأحلام ....

من منا ليس لدية حلم ...

خلق الله فينا مقدرة تخيل المستقبل ...

و خلق فينا الرغبة ....

و هذا إن كان سيخدم شيئا ...فسيخدم تكوين الأحلام

ولكن للأسف بعض الناس يقتلون أحلامهم قبل أن تولد ....يخنقوها في مهدها ....أو يسجلوها في كتاب "الخيال الواسع" أو "المستحيل "

حين أخبر توماس أديسون مكتب براءات الاختراع في واشنطن أنه يعمل على اختراع مصباح يعمل بالكهرباء نصحه المكتب بعدم الاستمرار في مشروع كهذا وكتبوا له خطاباً جاء فيه :

"إنها بصراحة فكرة حمقاء حيث يكتفي الناس عادة بضوء الشمس"

فرد بخطاب قال فيه:

"ستقفون يوماً لتسديد فواتير الكهرباء."

 وفعلا حاول توماس اديسون في حلمه 999 مرة .... ونجح في المرة 1000 ....فوقفوا الجميع صفوفا من أخل دفع فواتير أحلامه ..... وما زلنا نحن نقف حتى الآن

لكن تخيل عزيزي القارئ اذا اقتنع توماس بنصيحة مكتب براءات الاختراع

تخيل اذا قال في نفسه "فعلا الشمس تشرق في اليوم  12 ساعة في الصيف ...و أقل بقليل في الشتاء وهذا زمن كاف ليقضي الناس أعمالهم ...فلا داعي لمصباحي "

سأترك لكم أن توسعوا مدارككم وتتخيلوا بأنفسكم  ماذا كان سيحصل

لقد حلم توماس أديسون ....حاول ...ونجح ....وأفاد بنجاحه البشرية جمعاء

أما أنت فحلمت بالتأكيد ومن يدري قد يكون حلمك يضاهي حلم توماس في فائدته ...لكنك لم تحاول ...بالتالي لن تنجح ...و بالتأكيد لن تفيد أحد

و لكن لماذا ؟

قد يقول أحدهم حلمي أقل درجة من حلم توماس ..فلقد كذب فليس هنالك مقاييس للأحلام ...هذا ممتاز ..وهذا جيد جدا ...أما ذاك مقبول ...بل إن أي فكرة قد تنفع شخص واحد على الأقل لها الأحقية في أن ترى النور مثلها مثل الصاروخ الفضائي

و لكن في الحقيقة " وعذرا لتبجحي"....أنت هو الذي أقل درجة من توماس

هو شخص وثق في نفسه وقدراته وتحدى الجميع من أجلها

أما أنت شخص كلما أشعلت في نفسك روح الحماسة قتلتها ....و إن لم تقتلها بنفسك سمحت لأقل كلمة من أي شخص أن تستوقفك في مكانك

انت تستحق أن تتقدم إلى الأمام

ما دام لك حلم تسعى من أجله .....

ما دمت قادرا على دفع الضريبة .....

فلا بد أن تسقط ...أن تتألم ....وقد يصل الحد إلى أن تبكي

ولكن عليك أن تعلم أن الحد الفاصل بينك وبين غيرك هو وقوفك من جديد

متجاهلا كل الآلام التي واجهتك ....و ماسحا على أثار جروحك بالرغبة

لا تجعل أحلامك صغيرة ....لا ترضى بالسكن في الجحور مع الجرذان ....بل اسكن فوق الجبال ...اجعل احلامك تعانق السحاب إجعل همتك عالية تجاور النسور في مسكنها " وإن كانت همة أحدكم في الثريا لنالها "

لا تكبت رغباتك ...كل منا يريد الأفضل و الأفضل " و إن كان لإبن آدم واديان من ذهب لتمنى ثالثا "  هذا الحديث لا يحكي عن عيب لا بد أن تداريه ....بل يحكي عن حقيقة في بني البشر لا يمكن تجاهلها ...

فإن كانت رغباتك ...لا تؤذي أحدا .... ليست محرمة ....فلما لا ؟

هذا غير اذا كانت ذات فائدة على الجميع ...سأسألك بصوت أعلى ...لما لا؟!

انظر إلى نفسك في المرآة ...كيفما رأيتها ...كبيرة أم صغيرة ..ستحدد حلمك

لكن عليك أن تعلم قبل ذلك أن الجهد الذي ستبذله  سيكون مضاعفا عن الجهد الذي ستبذله لأي حلم وضيع

لكن سؤال ....من سيرتاح في دنياه ؟

من سيأتي علية يوم ....يرتاح في سريرة أنهى عمل اليوم ... والغد ... وليس عليه سوى أن ينتظر يوم الممات

" وخلقننا الإنسان في كبد "  فأنت ستظل تعمل و تعمل أيا كانت مكانتك

هل إن كان في عمل وضيع تكرهه

أو إن كان في المكان الذي تمنيت دائما أن تكون فيه

حتى و إن اعتزلت العمل و قررت تجاهل كل شيء فلن تجد نفسك إلا و أنت تربة صالحة للاكتئاب و الوسواس القهري

فلديك الخيار الآن ..... وهي أن تتقبل حياة العمل و المشقة .. وترتضى بالحكم الذي حكمة الله للبشر و تسري معها في نفس التيار

أو أن تخالف العالم و تحمل شعار الراحة اللانهائية ....فنصيحة مني لك ...اذهب و احفر قبرك .... وابقى فيه من الآن لأن الرقاد و النوم المستمر لم يعرف إلا عند الموتى

 من الواضح للعاقل الآن ماذا يريد .... وهل ما يريده يجوز أو لا يجوز

هل يستحق العناء أو لا ....

قدر نفسك ..... إجعلها عظيمة في عينك ...فأنت الأعظم عند خالقك

و استعد للرحلة .. رحلة بكل ما تحمله المعنى مؤلمة

جهز عتادك ..... و اعلم الأسباب .... ولكن قبل كل ذلك خذ بمسبب الأسباب

ثق بالله و احسن الظن به .... ولا تنسى حديثه القدسي على لسان نبيه محمد صل الله عليه وسلم " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء" إجعلة نصب عينيك.

 

 

هناك تعليق واحد: